5 طرق فعّالة يحتاجها كل متجر إلكتروني من أجل تقليل معدلات التخلي عن سلة الشراء
أيمن البربري – المدير التنفيذي ومؤسس ديجيتال أوركس
إن أكثر من 70% من عربات التسوّق تُترك دون إتمام عملية الشراء، وتعدّ هذه المشكلة من التحديات الشائعة في مجال التجارة الإلكترونية حول العالم، وهي غالباً ما تُشير إلى وجود مشاكل في تجربة الشراء. لكن، ما الذي تعنيه السلات المتروكة تماماً؟
هي الحالة التي يُضيف فيها المتسوقون عبر الإنترنت منتجاتٍ إلى سلّاتهم الافتراضية، ثم يغادرون الموقع أو التطبيق الإلكتروني دون إتمام عملية الشراء. تؤثر هذه المشكلة على كلٍّ من الشركات الصغيرة والكبيرة المختصة بمجال التجارة الإلكترونية؛ الأمر الذي يدفعها إلى البحث عن حلولٍ فعالةٍ تُجنّبها فقدان عدد كبيرٍ من فرص المبيعات والإيرادات.
استكشف أسباب هذه الظاهرة المنتشرة، وأهمية معالجتها، وتعرّف على 5 حلول عملية تساعدك على التقليل منها.
لماذا يتخلى المتسوقون عن سلتهم الشرائية؟
التخلي عن السلة قد يرتبط بعدة عوامل تحدث أثناء تجربة التسوق عبر الإنترنت، ومعالجة هذه المشكلة يتطلب فهم الأسباب الرئيسية وراءها. إليك أبرزها:
التكاليف غير المتوقعة
لا يحب المتسوقون عبر الإنترنت أن يفاجأوا بتكاليف إضافية عند الدفع، مثل رسوم التوصيل والضرائب. هذه التكاليف يمكن أن تثنيهم عن إتمام الشراء، خاصة إذا تجاوزت ميزانيتهم المحددة أو إذا شعروا أنها طريقة مخادعة.
عملية الدفع المعقّدة
إذا كنت مضطراً للتنقل بين 5 أو 7 صفحات كي تصل إلى خطوة الدفع، بالتأكيد ستفقد اهتمامك في منتصف الطريق، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على معظم المتسوقين عبر الإنترنت. إن عمليات الدفع المعقدة والطويلة، والتي تتضمن خطوات إضافية أو غير ضرورية تُعدّ عائقاً وخطوةً غير مرغوبة في التجارة الإلكترونية.
متطلبات إنشاء الحساب
لا يفضل بعض المتسوقون إنشاء حسابٍ من أجل عملية شراء واحدة؛ لذلك فإن توفير خيار الدفع كضيف، أو تبسيط خطوات التسجيل يساعد في الحفاظ على هؤلاء العملاء، وضمان إتمامهم لعملية الشراء.
المخاوف المتعلقة بالأمان
عندما يتعلق الأمر بدفع المال، فلا أحد يحب المخاطرة بالتعرض للسرقة أو الاحتيال؛ ولذلك يحتاج عملاؤك ما يُشعرهم بالأمان والثقة التامة قبل إتمام عملية الشراء. هنا تبرز أهمية استخدامك بوابات دفعٍ موثوقة، وعرض شارات الأمان بوضوح من أجل بناء الثقة.
مشاكل الموقع أو بطء تحميل الصفحات
تعد المشاكل التقنية أو بطء تحميل الموقع من أكثر العوامل التي قد تؤثر بشكل كبير على تجربة العملاء. فالأخطاء، وأوقات التحميل البطيئة، والانقطاعات غير المتوقعة تقف عائقاً أمام إتمام عملية الشراء مهما كان الزبون صبوراً؛ مما يزيد من نسبة التخلي عن سلة التسوّق ومغادرة الموقع.
سياسات استرجاع غير واضحة
عندما تكون سياسات الإرجاع أو الاسترداد غير واضحة، يشعر العملاء بالتردد في إتمام عمليات الشراء. إذا كانت هذه السياسات معقدة أو يصعب فهمها، فإن المتسوقين يصبحون أقل ثقةً بالعملية، ويتركون سلالهم دون إتمام التسوّق.
المنتجات غير المتوفرة في المخزن
إن صعوبة عثور المتسوّق على ما يحتاجه هو أمرٌ طبيعي، لكن إذا اختار الزبون مثلاً قميصاً يعجبه، واختار معه اللون والحجم المناسبين، ثم ملأ البيانات المطلوبة منه جميعها، ووصل إلى صفحة الدفع ليتفاجأ بأن المنتج غير متوفر؛ فبالتأكيد سيشعر بالإحباط ويقرر ترك سلة الشراء على الفور.
العوامل المشتتة للانتباه
الأمر معقدٌ قليلاً هنا، فأنت لا تكون قد ارتكبت أي خطأ، لكن المتسوّق تخلّى عن سلة الشراء بسبب تشتت ذهنه. ربما نتيجة موقفٍ خارجي، مثل مكالمة هاتفية أو صوت الباب يُقرع أو غيرها؛ مما يُلهي الشخص ويُنسيه إتمام عملية الشراء.
إذاً، ما هي الحلول الممكنة لهذه المشكلة؟ في الفقرة التالية، سنستعرض خمس طرقٍ فعالة لتقليل معدل التخلي عن عربة التسوّق.
5 طرق فعّالة أثبتت نجاحها في تقليل معدل السلات المتروكة
رغم أن بعض حالات التخلي عن سلة التسوّق قد تكون حتمية، لكن الكثير منها يمكن تجنّبه باتباع الإستراتيجيات الصحيحة. والآن بعد أن تناولنا الأسباب المحتملة لها، سننتقل إلى الحلول التي تتركز في معالجة هذه الأسباب؛ كونها تساعد المتاجر الإلكترونية في تحسين معدلات التحويل وتقليل نسبة فرص الشراء الضائعة. إليك 5 إستراتيجيات بسيطة لكنها تُحدث فرقاً كبيراً وملحوظاً في الأداء:
1- الأسعار الواضحة
التكاليف الإضافية المفاجئة في مرحلة الدفع هي من أكثر الأشياء التي تزعج المتسوقين عبر الإنترنت؛ حيث أن الرسوم المخفية هي عكس إشارات الثقة تماماً، وتُعدّ من الأسباب الرئيسية للتخلي عن سلة الشراء. ببساطة، الحل يكمن في الشفافية والوضوح منذ البداية!
من الأفضل دائماً إبلاغ عملائك بجميع التكاليف المترتبة عليهم قبل الوصول إلى مرحلة الدفع، مثل رسوم الشحن والضرائب وأيّة رسومٍ إضافية. الهدف من هذه الخطوة ليست إغراق المتسوقين بالأرقام، بل منحهم صورة واضحة عمّا سيتعين عليهم دفعه قبل إتمام 90% من عملية الشراء.
إن دمج تفاصيل التكاليف بشكلٍ مباشر في صفحات المنتجات وملخصات الدفع يمكن أن يجعل تجربة التسوّق أكثر سلاسة، ويقلل من معدل السلات المتروكة. كما أن بعض الأدوات، مثل حاسبات رسوم التوصيل، تُساعد العملاء على اتخاذ قراراتٍ مدروسةٍ قبل إتمام عملية الشراء.
2- إجراءات الدفع المبسّطة
جزءٌ كبيرٌ من تحسين تجربة التسوّق يكمن في جعلها بسيطة وسريعة وممتعة، فالمتسوقون لا يفضّلون التنقل بين العديد من الصفحات والنقرات لإتمام عملية الشراء مهما كانت درجة اهتمامهم.
ابدأ بتبسيط عملية الدفع من خلال تقليل عدد الخطوات المطلوبة، ثم اعمل على تحسين صناديق المعلومات، وتأكد أنك تطلب من العملاء التفاصيل الضرورية فقط. ولتعزيز التجربة أكثر، قدّم لهم خيار الملء التلقائي الذي يساعد في تقليل الخطوات اللازمة لإتمام الشراء.
لا تتردد في اختبار خطوات الدفع المختلفة وقياس النتائج حتى تجد الأنسب لعملك، ففي النهاية لا يوجد نموذجٌ واحدٌ يناسب الجميع. وتذكر دائماً أن هدفك الأساسي هو تقديم أفضل تجربةٍ ممكنةٍ لعملائك؛ لذا دع هذه الرؤية تكون دليلك في اتخاذ القرارات.
3- تحسين أداء موقعك الإلكتروني
نظراً لتوقعات العملاء المتزايدة؛ أصبح تحسين أداء الموقع الإلكتروني حاجة ضرورية. فقد أظهرت دراسة أجرتها شركة “Liquid Web” أن 76% من العملاء تخلّو عن سلة التسوّق بسبب بطء تحميل صفحات الموقع، كما أن 39% منهم يتخلّون عن سلال تتجاوز قيمتها 100 دولار.
أوقات التحميل البطيئة، والمشاكل غير المتوقعة يمكن أن تُثني المتسوقين بسهولة عن إتمام عملية الشراء، وذلك قد يكلّف الشركات ملايين الدولارات مع مرور الوقت. لذا؛ يجب على هذه الشركات مراقبة وتحسين واجهات الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية بشكلٍ منتظم. ولأن أغلب العملاء ينتقلون بين العديد من الأجهزة أثناء التسوّق؛ من المهم الحرص على توفير تجربة متكاملة ومتّسقة عبر جميع المنصات.
إن ضمان سرعة موقعك الإلكتروني وكفاءة استجابته لا يساعد فقط في تقليل حالات السلات المتروكة، بل يمنح عملائك أيضاً سبباً إضافياً لاختيارك في كل مرة يتسوقون فيها عبر الإنترنت.
4- إدارة المخزون
من الأفضل ألا يتفاجأ عملاؤك بعدم توفّر المنتج في آخر لحظة؛ فذلك سيجعلهم يشعرون بالإحباط بعد إتمامهم لجزءٍ كبيرٍ من عملية الشراء دون فائدة؛ وبالتالي سيغادرون الموقع بدلاً من البحث عن منتجٍ آخر.
نتيجةً لذلك، من الضروري اتخاذ بعض الإجراءات خلف الكواليس، مثل تطبيق أنظمة تتبع لحظية لإدارة المخزون، مع ضمان تحديث مستويات المخزون بدقة على صفحات المنتجات. كما يُنصح باستخدام إشعارات توافر المنتجات من جديد، والتي تعدّ وسيلةً فعّالةً للحفاظ على العملاء المحتملين؛ حيث تُنبههم عند توفر المنتج الذي يرغبون به مرةً أخرى.
إضافةً إلى ذلك، فإن استخدام تنبهات المخزون المنخفض على صفحات المنتجات يمنح العملاء شعوراً بالاستعجال والمنافسة؛ مما يشجع المترددين منهم على إتمام طلباتهم قبل نفاذ الكمية. كما أن عرض بدائل، مثل المنتجات المشابهة أو الأحجام المختلفة، يمكن أن يوفّر خياراتٍ واسعة للمتسوقين الذين قد يتخلون عن سلتهم في حال لم يجدوا ما يبحثون عنه.
5- إعادة استهداف العملاء
هل ستستسلم عندما يتخلى الزبون عن سلته الشرائية؟ بالتأكيد لا! في بعض الأحيان كل ما تحتاجه هو تذكيرٌ بسيط يساعدك على تحويل السلة المهملة إلى عملية شراء ناجحة. العديد من المتسوقين يتركون العناصر التي اختاروها في سلات التسوق الخاصة بهم بسبب انشغالهم أو تشتت انتباههم أو حاجتهم للتفكير جيداً قبل اتخاذ القرار. هنا يأتي دور إستراتيجيات إعادة الاستهداف في تذكير المتسوقين وتشجيعهم على إتمام عملية الشراء.
إن استخدام البريد الإلكتروني أو الإشعارات يُعدّ وسيلةً فعّالةً لإعادة جذب العملاء الذين تخلوا عن سلة الشراء. إرسال رسالةٍ مكتوبةٍ بعناية خلال ساعاتٍ أو يومٍ واحدٍ من تخلي المتسوقين عن سلة التسوّق، سيساعد في تذكيرهم بما تركوه غير مكتمل، ويعكس اهتماماً عالياً من التاجر. كما أن استخدام البريد الإلكتروني أو الإشعارات مع تقديم خصوماتٍ مميزة، يمكن أن يكون طريقةً مجديةً في تحفيز العملاء على إتمام الشراء وزيادة الولاء والمبيعات في الوقت نفسه.