قوة المحتوى الذي ينتجه المستخدم (UGC) في تسويق منتجك الغذائي
أيمن البربري – المدير التنفيذي ومؤسس ديجيتال أوركس
هل جربت يوماً مشاركة تجربتك الإيجابية لمنتج ما مع العائلة والأصدقاء؟ هذا الأسلوب الذي يعد تقليدياً في التسويق، كان له تأثيراً قوياً بما يكفي لتحويل الأعمال والمشاريع الصغيرة إلى علامات تجارية عالمية. أما اليوم، وقد أصبح الجميع حول العالم تقريباً متصلاً بالإنترنت، يمكن أن يكون للمحتوى الذي يُنتجه المستخدمون (UGC) التأثير نفسه!
هذا المحتوى هو عبارة عن التجارب الحيّة التي يشاركها الأفراد أو العملاء عبر الإنترنت، بدلاً مما يشاركه أي مسوّق أو فريق تسويق خاص بك. يكون ذلك من خلال الصور ومقاطع الفيديو أو المراجعات والتقييمات التي تُظهر تجارب واقعية؛ وبالتالي تترك تأثيراً كبيراً على قرارات الشراء لبقية العملاء. تُشير الإحصائيات إلى أن 79% من الأشخاص قد تأثرت قراراتهم الشرائية بمحتوى مستخدمين آخرين، بينما وجد 93% منهم أن هذا المحتوى كان حقيقياً ومفيداً لهم.
واليوم، تمتلك الشركات الغذائية والمطاعم فرصةً ضخمة لتنمية علاماتها التجارية، والوصول إلى جمهور جديد من خلال توسيع جهودها في تسويق المحتوى الذي يُنتجه المستخدم؛ وذلك بسبب غرق منصات التواصل الاجتماعي بصنّاع محتوى الطعام، سواء كانوا طهاة منزليين يعرضون وصفاتهم الخاصة، أو زبائن يشاركون أطباقهم المفضلة.
اكتشف كيف يمكنك الاستفادة من الإمكانيات القوية لتسويق محتوى المستخدمين في مجال الطعام، وتعرّف على أنواعه وإستراتيجياته الرئيسية، وكيف استطاعت العلامات التجارية الشهيرة في مجال الطعام أن تستخدمه بنجاح.
أهمية المحتوى الذي ينتجه المستخدم (UGC) للمطاعم وشركات الأغذية
لا يقتصر تأثير المحتوى الذي ينشئه المستخدم على الإقناع وحسب، بل يساعد أيضاً في تحويل المطاعم غير المعروفة إلى أماكن شهيرة، ووجهات طعام جذابة بسرعة مذهلة. إضافةً إلى ذلك كله، تبرز ثلاثة أسباب رئيسية لأهمية محتوى المستخدم (UGC) في تسويق المنتجات الغذائية والطعام:
بناء الثقة والمصداقية
يضيف المحتوى الذي يُنشئه المستخدم مصداقية أكبر للعلامات التجارية، ويعزز الثقة بينها وبين المستهلك؛ وذلك من خلال التركيز على التجارب الحقيقية للمستخدمين بدلاً من الإعلانات التسويقية التقليدية.
عندما يتعلق الأمر بصناعة الأغذية، هذه الجوانب تعد أساسية؛ حيث يرغب المستهلكون دوماً في التأكد من أن المنتج الذي يشترونه وينفقون أموالهم عليه جدير بالثقة؛ لذا يميلون إلى تصديق آراء وتجارب الآخرين التي يرونها بأنفسهم، أكثر من الحملات الترويجية التي تقدمها العلامات التجارية ذاتها.
إذاً، مصداقية علامتك التجارية تأتي في المقام الأول، فالصور ومقاطع الفيديو والمراجعات التي يتركها المستخدمون تمنح العملاء شعوراً أكبر بالصدق والطمأنينة تجاه شركتك ومنتجاتك الغذائية، وبالتالي تساعدك على زيادة المبيعات والأرباح.
توسيع نطاق علامتك التجارية
أكثر من يُنشئ المحتوى الذي ينتجه المستخدم (UGC) هم صُنّاع المحتوى والمؤثرين الذين يمتلكون قاعدة جماهيرية ضخمة على منصات التواصل الاجتماعي، مثل تيك توك وإنستغرام. عندما يستعرض هؤلاء الأشخاص منتجك على صفحاتهم الشخصية، فإن ذلك يمنح علامتك التجارية الغذائية فرصةً للوصول إلى جمهور جديد وأكبر أحياناً.
على سبيل المثال، كيث لي، هو صانع محتوى تيك توك أمريكي شهير، يتابعه حوالي 17 مليون شخص حول العالم. دائماً ما يطلب منه أصحاب المطاعم والمخابز والمحال الصغيرة تقييم منتجاتهم وأطباقهم ضمن مقاطع الفيديو الخاصة به، آملين أن يشاهدهم الناس ويقتنعوا بتجربتها.
إن تعاونك مع أشخاص مثل كيث لي يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في تطوير علامتك التجارية؛ إذ يمكنك تحقيق انتشار واسع وإيصال منتجاتك لجمهور أكبر، بأسلوب طبيعي وجذاب بعيداً عن الدعايات التقليدية غير المرغوبة أحياناً.
تعزيز التفاعل والتغذية الراجعة القيّمة
مَن منا لا يصيبه الفضول لتجربة وصفة طبق شهي شاهدها للتو على إنستغرام؟ لطالما كان الطعام موضوعاً جاذباً للتفاعل بشكل كبير؛ فهو يجمع بين الآراء والتجارب والنصائح المختلفة على طاولة نقاش واحدة. تخيّل أن يصبح منتجك هو محور النقاش والتفاعل على منصات الإنترنت؟ هذا الأمر سيزيد من ظهور علامتك التجارية الغذائية للمستخدمين، مما يعزز بدوره من احتمالية شرائهم منتجك هذا!
إن تسويق الطعام من خلال المحتوى الذي يُنتجه المستخدم يعد مصدراً قوياً للتغذية الراجعة؛ أي الانطباعات والآراء التي يتركها المستخدمون حول منتجك. تتلقى الشركات الغذائية انطباعات ومراجعات مفيدة من تجارب المستخدمين وتعليقاتهم، الأمر الذي يتيح لها معالجة أيّة أخطاء محتملة، وتحسين منتجاتها دائماً.
خطوات ساعدت ماركات الأطعمة والمشروبات الشهيرة على الاستفادة من المحتوى الذي ينتجه المستخدم (UGC)
أدركت العلامات التجارية الشهيرة في مجال الطعام أن التسويق لا يقتصر على المنتج لوحده، بل يشمل أيضاً بناء علاقة ثقة وطيدة مع الناس. وبذلك، استطاعت هذه الشركات استغلال قوة المحتوى الذي يُنشئه المستخدمون، وعملت على الترويج لحملات تسويق ناجحة، لاقت صدى واسعاً بين الجماهير، وزادت الوعي بالعلامة التجارية نفسها.
حملة نوتيلا “Spread The Happy”
هذه الحملة التي تحمل عنواناً بمعنى “انشر السعادة” كانت فكرة عبقرية بكل المقاييس، حيث أطلقت نوتيلا سلسلة مقاطع رقمية تحمل رسالة واحدة: مشاركة الحب والفرح والسعادة. كل مقطع يحتوي على شخصية تعبّر عن دورها في نشر السعادة، سواء كان ذلك بموهبتها المميزة، أو ممارسة فعلٍ طيّب نابع من القلب.
حققت الحملة نجاحاً باهراً، إذ خلال الشهر الأول من عرضها حصدت 65 مليون مشاهدة وأكثر من 100 مليون ظهور. كما سلّط برنامج “The Ellen DeGeneres Show” الضوء عليها، وهو ما أضاف للحملة 30 مليون مشاهدة و12 مليون ظهور إضافي.
وبحلول نهاية العام، حققت الحملة زيادة في المبيعات بنسبة 18% مقارنةً بالعام السابق، وساهمت في تعزيز الوعي بالعلامة التجارية “Nutella” على وسائل التواصل الاجتماعي، متجاوزةً بذلك جميع التوقعات.
مسابقة تصميم الكوب الأبيض من “Starbucks”
أطلقت شركة “Starbucks” هذه الحملة عام 2014 تحت عنوان “White Cup Contest“، وذلك احتفالاً بالإبداع والفن. كل ما كان مطلوباً من المشاركين هو تحويل كوب ستاربكس الأبيض الشهير إلى لوحة فنية بتصميم مميز، ثم مشاركة صورته على منصات التواصل الاجتماعي مع هاشتاغ WhiteCupContest#. التصميم الفائز سيجري تطبيقه على كوب قابل لإعادة الاستخدام، وطرحه بإصدار محدود في سلسلة متاجر ستاربكس.
شجع هذا الأمر حوالي 4000 عميل على المشاركة واستعراض إبداعاتهم في التصميم، وهكذا تحوّل العملاء إلى مندوبين ومسوقين للعلامة التجارية من خلال محتواهم الفريد.
النتائج التي حصدتها ستاربكس كانت مدهشة بكل المعايير! ففي العام التالي حققت الشركة زيادة في مبيعات الأكواب القابلة لإعادة الاستخدام بنسبة 20%، مع بيع ملايين الأكواب حول العالم منذ انطلاق الحملة. إضافةً لذلك، ساهم هاشتاغ WhiteCupContest# في إثارة ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم ذكره حوالي 40,000 مرة؛ مما عزز من حضور العلامة التجارية والتفاعل معها عبر الإنترنت.
حملة “كوكاكولا أحلى مع…؟” من “CocaCola”
انطلقت هذه الحملة في أستراليا عام 2011 تحت عنوان “Share A Coke“، ولم تكن سوى محاولة تسويقية لإعادة إحياء العلامة التجارية، لكنها سرعان ما تحولت إلى ظاهرة اجتماعية عالمية، حيث أضافت شركة “CocaCola” طابعاً شخصياً من خلال استبدال اسم علامتها الموجود على الزجاجات بأسماء أشخاص شائعة في كل بلد، مثل جيمس، وإيميلي، وجاك، وغيرها.
بدأت الحملة مع 150 اسمٍ فقط، ثم توسعت لتشمل 500 ألف اسم، ووصلت إلى أكثر من 70 دولة حول العالم. انتشرت الحملة بشكلٍِ كبير وفعّال بين العملاء، وخاصة المراهقين منهم؛ الأمر الذي حوّل فكرة ترويجية بسيطة إلى مغامرة شخصية للبحث عن كوكاكولا الخاصة بك.
أثارت الحملة تفاعلاً مذهلاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حققت 998 مليون مشاهدة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، إضافةً لزيادة في حركة المرور على صفحة فيسبوك بنسبة 870%، كما شارك المستخدمون أكثر من 500 ألف صورة على إنستغرام باستخدام هاشتاغ shareacoke#. أسفرت هذه الحملة أيضاً عن بيع أكثر من 150 مليون زجاجة كوكاكولا تحمل اسماً شخصياً، وزيادة في الإيرادات بلغت 1.8 مليار دولار في أكثر أعوام الحملة نجاحاً.
3 أنواع من المحتوى الذي ينتجه المستخدم (UGC) ينبغي لكل علامة غذائية معرفتها
1- الصور ومقاطع الفيديو
يعد المحتوى البصري الذي ينشئه المستخدم أحد أكثر أنواع المحتوى شيوعاً في العالم، حيث إن منصات التواصل الاجتماعي، مثل “Instagram” و”TikTok” و”Pinterest” وغيرها، تمتلئ يومياً بصور ومقاطع فيديو ترويجية للمنتجات المختلفة. أكثر هذه المنتجات يكون من الأطعمة؛ إذ يشارك كلٌ من المستخدمين وصنّاع المحتوى تجاربهم مع المطاعم وشركات الأغذية بشكلٍ دائم، كما أن قسماً منهم يقدّمون دروساً في الطبخ، ويستعرضون أفكارهم الإبداعية المرتبطة بالمجال.
2- آراء ومراجعات العملاء
عندما نشعر بالرغبة في تناول نوعٍ محدد من الطعام، لكننا نعجز عن اختيار المكان الأنسب للحصول عليه، فغالباً ما نلجأ إلى شخص نثق بذوقه في الطعام من أجل النصيحة. التقييمات والمراجعات التي يقدمها العملاء تشبه هذا الشخص تماماً؛ فهي المكان الذي يشارك فيه المستخدمون تجربتهم مع منتجك أو خدمتك؛ لتكون بذلك أكثر من مجرد وسيلة تسويقية عادية، بل شهادة ثقة دائمة تعزز صورة علامتك التجارية، وتشجع الآخرين على خوض التجربة الإيجابية نفسها.
3- المنشورات وعلامة المربع (الهاشتاغ)
أحد أفضل الطرق المساعدة على تسويق المحتوى الذي يُنتجه المستخدم (UGC) في مجال الطعام هي ابتكار هاشتاغ مميز يحمل طابع علامتك التجارية. على سبيل المثال، أطلقت سلسلة المطاعم الأمريكية “Taco Bell” حملة على السوشال ميديا باستخدام هاشتاغ tacotuesday#، ودعت العملاء للاستمتاع بالعروض الخاصة والخصومات على الأطعمة لديها في أيام الثلاثاء، كما شجعت المستخدمين على مشاركة الهاشتاغ مع المنشورات التي تتحدث عن أطباقها. هذه الإستراتيجية حققت تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وزادت من انتشار العلامة التجارية وولاء العملاء لها.
بعض الإستراتيجيات لتشجيع جمهورك على إنشاء محتوى (UGC)
احرص على مشاركة محتوى عملائك دائماً
عندما تشارك العلامة التجارية منشورات أو مقاطع فيديو أو حتى تقييمات عملائها لها، فإن ذلك يمنحهم شعوراً بالانتماء والاهتمام بهم، وكأنهم جزء من عائلة الشركة. هذا الأمر هو المحفّز الرئيسي للعملاء الذي يدفعهم لإنشاء المزيد من المحتوى بأنفسهم (UGC)؛ لذلك، احرص على إعادة نشر ومشاركة محتوى العملاء بانتظام عند ذكر علامتك التجارية في منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، واختَر دائماً أفضل مقاطع الفيديو والصور والتقييمات التي يُنشئونها لعرضها على موقعك الإلكتروني.
أطلق المسابقات التفاعلية
على غرار ما فعلته “Starbucks”، يمكنك إطلاق مسابقة تدعو فيها العملاء لمشاركة تجربتهم الخاصة مع منتجك من خلال فيديو أو صورة للدخول في السحب؛ فالشهرة والفوز بالجوائز هي عوامل جذب قوية للكثير من الأشخاص. كما أن تسليط الضوء على منشورات أو إبداعات الفائزين يعزز من المشاركة والتفاعل مع علامتك التجارية الغذائية.
قدّم لعملائك جوائز مميزة تحمل اسم علامتك التجارية
حدد كمية محتوى معينة ينبغي للعملاء إنشائها ومشاركتها من أجل الفوز بجائزة ما، ثم قدم هذه المكافأة للعميل أو العملاء الأكثر مشاركة. لا تحتاج لتوزيع مكافآت معقدة أو مكلفة جداً، يمكنها أن تكون شيئاً بسيطاً يحمل اسم علامتك التجارية، مثل قميص أو قبعة أو كوب أو غيرها. هذه المبادرات لن تشجع عملائك على مشاركة المزيد من المحتوى وحسب، بل ستزيد أيضاً من ولائهم وإعجابهم بشركتك الغذائية.
استعن بوكالة تسويق متخصصة في إدارة وسائل التواصل الاجتماعي
هل تجد صعوبة في إدارة حساباتك على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، أو التفاعل مع العملاء، ومتابعة المحتوى الذي ينشئونه ومشاركته؟ يمكن لوكالة تسويق محترفة ومتخصصة في إدارة وسائل التواصل الاجتماعي أن تسهم في انتشار علامتك التجارية الغذائية بشكل سريع وواسع، كما أنها تساعدك على فهم الخطوات الفعّالة التي تدفع المستخدمين إلى إنشاء محتوى تسويقي يُشير لمنتجاتك وشركتك.